يُعدُّ أسلوب التوكيد من الأساليب اللغويّة التي تُستخدَم لإثبات معنى
أو أمر معيّن لدى القارئ من خلال أدوات التوكيد التي تُعرف بأنها من
الأساليب الشائعة والمركّبة؛ كونها تحتوي على عدّة أنماط وعبارات ولفظات
تبيّن قدرة اللغة العربية
على سِعة تجاوبها مع تفاعلات النفس البشريّة التي تتجسّد على شكل هيئة
خطاب لغوي وكلمات، فيرجّح علم النفس السلوكي أن اللغة -سواء كانت الصوتية
أم لغة الجسد- هي المُجسِّد الفعلي لتعابير الإنسان وقدرته الانفعالية على
مخاطبة الآخر، وكلّما زادت قدرة اللغة -بزيادة أساليبها وثروتها اللفظيّة-
زاد تفاعلها مع النفس البشريّة وكانت أكثر متانة على البيان والتعبير.
أدوات التوكيد
ينقسمُ التوكيد في اللغة العربيّة إلى أسلوب التوكيد وأدوات التوكيد،
وهذان موضوعان منفصلان تمامًا، حيث إنّ أسلوب التوكيد ينقسم إلى أسلوب
التوكيد اللفظي الذي يعتمد على تَكرار اللفظة المُراد توكيدها مرّتين، على
غرار: (أحمد أحمد إيّاك والإهمال الدراسيّ)، أما القسم الآخر، فهو أسلوب
التوكيد المعنويّ، والذي يعتمد على استخدام عدّة لفظات لغوية يمكن أن
تُسمّى مجازًا أدوات توكيد، وهي: كلا وكلتا وعين وجميع ونفس وكافة وعامة،
بحيث يتم إدخالها على الجملة المراد توكيدها وذلك على غرار: (أحبّ الصالحين
جميعهم)، أمّا موضوع أدوات التوكيد، فيتمثّل بالعديد من الأدوات منها:
نون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد الخفيفة: وتأتي
أحدهما مشدّدة ومبنية على الفتح والأخرى مخففة ومبنية على السكون، وقد جاء
في سورة يوسف مثالًا يحتوي النونين معًا في آية واحدة في قوله تعالى:
(وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ
الصَّاغِرِينَ)؛ حيث أن النون في (ليسجنن) ثقيلة، والنون في (ليكوننْ)
خفيفة.
لام القسم: وهي من الأساليب التي ورد ذكرها في كتاب
الله تعالى بكثرة، وتحمل معنى التوكيد، ومن مثيلات ذلك ( وَتَاللَّهِ
لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)
لام الابتداء:ومن الشائع دخولها على اسم أنّ على غرار : إنّ في السماء لخبزًا
أنّ وإنّ: وهما الحرفان المشبهان بالفعل المعروفان، ويأتيان بمعنى التوكيد على غرار قوله تعالى: (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
المفعول المطلق: وهو مصدر الفعل نفسه، ويحمل معنى التوكيد في أحيان كثيرة، وذلك على غرار قوله تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا).
فوائد أسلوب التوكيد
إن أدوات التوكيد عمومًا تُعطي لخطاب اللغة العربية وقعًا مؤثّرًا في
نفس المتلقّي، خصوصًا في الأوقات الذي يحتاج الكلام استخدام التوكيد وأدوات
التوكيد في السرد اللغوي أو السماعي، ومن فوائد استخدام أدوات التوكيد:
إعطاء الكلام أهمية وأولويّة.
إغناء النص الإنشائي وتقويته.
التعريف بأهمية المُتحدِّث ومكانته من خلال استخدام أدوات التوكيد اللازمة، والتي تُعطي رِفعةً لكلامه على كلام الآخر.
Post A Comment:
0 comments: